كتبت_ ندى عرفة
أصله برج جرس كاتدرائية مدينة بيزا الإيطالية، وهو يطل على ساحة المعجزات في ولاية توسكانا ، يتألف من 8 طوابق مبنية من الرخام الأبيض على الطراز الرومانى بارتفاع ٥٤.٥ متر، وبه درج مبنى داخل الجدران يتألف من ٣٠٠ درجة، ويشاع بأن سبب ميله هو رخاوة وهبوط في التربة المبنى عليها ، ظهر هذا الميلان منذ المراحل الأولى لبناءه، لكن المعماريين استمروا في البناء على أساس نفس الميلان.
و فى عام ١٢٧٥ م ، خلال بناء الدورين الرابع والخامس ، حاول المعماريون تحريك مركز ثقل البرج ؛ لتلافى الميل ، ولكنهم لم يوفقوا، ومنذ عام ١٩٩٠ أغلق البرج تخوفًا من انهياره، وقد وصلت درجة ميله الحالى إلى نحو ٥.٥ درجة، وكان البرج بعد البدء في بنائه في ٩ أغسطس ١١٧٣م وبعد بناء الطابق الثالث عام ١١٧٨، مال وتوقفت أعمال البناء لقرن من الزمان وفى ١٢٧٢م تم استئناف البناء وتم بناء أربعة طوابق إضافية بزاوية بهدف تعديل الميلان.
وتوقفت الأعمال مرة أخرى عام ١٣٠١، وفى عام ١٣٧٢ بنى آخر الطوابق، ووضع الجرس في البرج. وهناك أكثر من رواية حول هوية المعمارى الذي بناه ، حيث قيل إن ‘بونانو بيزانو’ هو الذي بناه، وهو فنان معروف من القرن الثانى عشر ، مشهور بأعماله البرونزية، خاصة في كاتدرائية بيزا، ثم استكمل بعد توقف طويل على يد ‘جوفاني بيزانو’ ، وتم في النصف الثانى من القرن الرابع عشر على يد ‘تومازو دى أندريا بيزانو’ ، أمر ‘موسولينى’ بأن يعاد البرج إلى وضعه الأفقى، فتم صب الأسمنت في أساساته.
كانت النتيجة غير متوقعة، وجعلت البرج يغوص أكثر في التربة، وفى ٢٧ فبراير ١٩٦٤ طلبت الحكومة الإيطالية مساعدات ؛ لمنعه من السقوط ، فتم تعيين مجموعة متعددة الأطراف واجتمعوا في جزر أزوريس ؛ لمناقشة طريقة تثبيته ، و بعد عدة عقود من البحث والعمل حول الموضوع، تم إغلاق البرج أمام الزوار في يناير ١٩٩٠، بعد عقد من جهود التصحيح والتثبيت تمت إعادة فتح الأبواب للزوار ، و في ١٥ ديسمبر ٢٠٠١ وتم اقتراح العديد من الطرق لتثبيته، من ضمنها إضافة ٨٠٠ طن مترى من الرصاص كثقل مقابل على الطرف المرتفع أو من قاعدة البرج. الحل النهائى لتصحيح الميلان هو إزالة ٣٨ متراً مكعباً من التربة من تحت الطرف المرتفع من قاعدة البرج.